ملف 70534/1978 قرار 3 بتاريخ
09/01/1980
لا يجوز تجزئة الإقرار ضد صاحبه إذا كان
هذا الإقرار هو الحجة الوحيدة عليه.
إقرار المكري بوجود علاقة كراء وبانتهاء
هذه العلاقة باتفاق مع المكتري يعد إقرارا متركبا من واقعتين متلازمتين، فهو إقرار
لا يمكن تجزئته. فكان على المحكمة والحالة هذه أن تكلف المكتري بإثبات استمرار
علاقة الكراء قبل أن تحمل مسؤوليته إعادة كراء المحل للغير.
باسم
جلالة الملك
بناء
على طلب النقض المرفوع بتاريخ 23 يونيو 1973 من طرف الحاجة مينة بنت الجيلالي
بواسطة نائبها الأستاذ مبارك وباكو ضد حكم المحكمة الابتدائية بالدار البيضاء
الصادر بتاريخ 9 يناير 78 في القضية المدنية عدد 8043.
وبناء
على مذكرة الجواب المدلى بها بتاريخ 20 نونبر 78 تحت إمضاء الأستاذ الشيخاوي محمد
النائب عن المطلوب ضده النقض المذكور حوله والرامية إلى رفض الطلب.
وبناء
على الأمر بالتخلي والإبلاغ الصادر في 8 نونبر 78.
وبناء
على الإعلام بتعيين القضية في الجلسة العلنية المنعقدة في 26 دجنبر 79.
وبعد
الاستماع بهذه الجلسة إلى المستشار المقرر السيد عبد الرحمان بنفضيل في تقريره
والى ملاحظات المحامي العام السيد الحاج محمد بناني الرطل.
وبعد
المناداة على الطرفين وعدم حضورهما.
وبعد المداولة طبقا للقانون.
بناء
على الفصل 414 من قانون الالتزامات والعقود الذي ينص على أنه لا يجوز تجزئة
الإقرار ضد صاحبه إذا كان هذا الإقرار هو الحجة الوحيدة عليه.
فيما
يخص الوسيلة الثانية:
حيث
يستفاد من أوراق الملف ومن الحكم المطعون فيه الصادر من المحكمة الابتدائية بالدار
البيضاء بتاريخ 9 يناير 1978 ان السيد بلقاص عمر تقدم بمقال أمام ابتدائية الدار
البيضاء بتاريخ 4 ابريل 1977 يعرض فيه أنه اكترى من المدعى عليها دكانا بدرب
بوشنتوف زنقة 70 رقم 41 الدار البيضاء وأنه اتفق مع المسمى محمد بن بوشتة على أن
يقوم بالخياطة في الدكان مقابل نصيب من الارباح حدد في مبلغ 100 درهم في كل شهر
وأن الصانع المذكور ترك الدكان فارغا وقامت المدعى عليها الحاجة مينة بنت الجيلالي
بإكرائه لشخص آخر بدون موافقته ولهذا فإنه يطلب الحكم عليها بادائها له تعويضا
قدره ثلاثة آلاف درهم على أساس 250 درهما كل شهر ابتداء من يناير 1974 مع التنفيذ
المؤقت وأدلى المدعى تعزيزا لطلبه بنسخة من قرار استعجالي بين بلقاص عمر بصفته
مالكا للأصل التجاري في المحل موضوع النزاع وبين المسمى محمد بن بوشتة بصفته خياطا
شريكا للاول بصنعته في الارباح ورسالة إنذار موجهة إلى المدعى عليها وبعد
الإجراءات أصدرت المحكمة حكما يقضي على المدعى عليها بادائها للمدعى ثلاثة آلاف
درهم كتعويض عما لحقه من ضرر ناتج عن خطأ المدعى عليها بإكرائها المحل الذي يشغله
المدعى بالكراء للغير اعتمادا على أن العلاقة الكرائية ما زالت قائمة بين المدعي
والمدعى عليها وأن دفع المدعى عليها بأنها أكرت المحل موضوع النزاع برضى المدعي
نفسه دفع واه ولا يوجد بالملف ما يعضده وهذا هو الحكم المطعون فيه.
حيث
تعيب الطاعنة الحاجة مينة بنت الجيلالي على الحكم المطعون فيه خرق قواعد المسؤولية
وقواعد الإثبات وفساد التعليل ذلك أن الطالبة أجابت بالانكار أن تكون استولت على
المحل مؤكدة انها حازته برضى المطلوب وبناء على هذا الانكار أصبح واجبا على
المطلوب باعتباره مدعيا الإدلاء بالحجة.
حيث
تبين صحة ما نعته الطالبة على الحكم المطعون فيه ذلك أن المحكمة اعتبرت أن دفع
المدعى عليها بأنها أكرت المحل موضوع النزاع برضى المدعى نفسه لا دليل عليه في حين
أن إقرار الطالبة بوجود علاقة كرائية بينها وبين المطلوب وبانتهاء هذه العلاقة
برضى المدعى يعد إقرارا لا يمكن تجزئته وكان على المحكمة والحالة هذه أن تكلف
المدعى بإثبات استمرار العلاقة الكرائية قبل أن تحمل الطالبة مسؤولية قيامها بكراء
المحل للغير وأن المحكمة بعدم قيامها بذلك تكون قد عللت قراراها تعليلا فاسدا
وخرقت مقتضيات الفصل 414 من قانون العقود والالتزامات الذي ينص على أنه لا يجوز
تجزئة الإقرار ضد صاحبه إذا كان هذا الإقرار هو الحجة الوحيدة عليه.
وحيث إن
حسن سير العدالة ومصلحة الخصوم تقتضي إحالة الملف على نفس المحكمة.
لهذه الأسباب
قضى
المجلس الأعلى بنقض القرار المطعون فيه وبإحالة الملف على نفس المحكمة وعلى
المطلوب الصائر.
كما قرر
إثبات حكمه هذا في سجلات المحكمة الابتدائية بالبيضاء إثر الحكم المطعون فيه أو
بطرته.
وبه صدر
الحكم بالجلسة العلنية المنعقدة بالتاريخ المذكور حوله في قاعة الجلسات العادية
بالمجلس الأعلى - وكانت الهيئة الحاكمة متركبة من السادة رئيس
القسم أحمد العلمي والمستشارين: عبد الرحمان بن فضيل -
مقررا - إدريس ابن رحمون الإدريسي - رشيد
العراقي - عبد الله الشرقاوي -
والمحامي العام السيد الحاج محمد بناني الرطل بمساعدة كاتب الضبط السيد
أوقادة عبد الرحمان.
* من
مجموعة قرارات المجلس الأعلى الجزء الأول 1966
- 1982 ص 111.
شكرا جزيلا
للاستفادة من موقعنا ابحثوا على الموضوع الذين تريدون، بمربع البحث. نسعى دائما لتطوير موقعنا، شكرا لكم