القائمة الرئيسية

الصفحات



الذكاء الاصطناعي يتفوق على المحامين في مراجعة الوثائق القانونية


يصعب تجاهل الطرائق التي تجاوز فيها الذكاء الاصطناعي البشر، من إنتاج أشرطة فيديو مزيفة مقنعة جدًا إلى هزم أفضل لاعبي لعبة جو. ويُتوقع أن يتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر في مهن عدة، وقد يكون بعضها غير متوقع.

وكشفت دراسة جديدة نشرت هذا الأسبوع على لوجيكس، وهي منصة رائدة لمراجعة العقود بالذكاء الاصطناعي، مهنة جديدة يتفوق فيها الذكاء الاصطناعي علينا: القانون. وعلى وجه التحديد، مراجعة اتفاقيات عدم الإفشاء، واكتشاف المخاطر ضمن الوثائق القانونية بدقة.

وفي هذه الدراسة، عُيِّن 20 محاميًا في مواجهة الذكاء الاصطناعي من لوجيكس لمراجعة خمس اتفاقيات عدم إفشاء. وصممت ظروف الدراسة لتشبه الطريقة التي يراجع فيها المحامون عادة العقود اليومية ويوافقون عليها.




بعد شهرين من الاختبار، أتت النتائج كالتالي: أنجز الذكاء الاصطناعي الاختبار بمتوسط دقة 94%، أما المحامون فكان متوسطهم 85%. وكان أعلى تصنيف لدقة الذكاء الاصطناعي في الاختبار الفردي 100%، وكان أعلى تصنيف لمحامٍ بشري في مراجعة عقد واحد 97%. وأظهرت الدراسة أن البشر يستطيعون غالبًا مواكبة الذكاء الاصطناعي من ناحية الدقة في مراجعة العقود. لكننا لا نستطيع أن نقول الشيء ذاته عندما يتعلق الأمر بالسرعة.

واستغرق المحامون ما متوسطه 92 دقيقة للانتهاء من مراجعة العقود. وكان أطول وقت استغرقه محامٍ فردي 156 دقيقة، والأقصر 51 دقيقة. أما الذكاء الاصطناعي من لوجيكس فلم يتجاوز 26 ثانية.

الذكاء الاصطناعي والقانون
قالت جيليان هادفيلد، أستاذة القانون والاقتصاد في جامعة كاليفورنيا الجنوبية، وإحدى الخبراء الاستشاريين في الدراسة، إن فجوة الكفاءة بين المجموعتين قد تكون أوسع مما ندركه. وفي هذه الدراسة، ركز المحامون على المهمة المطروحة فحسب، ولكن في العالم الحقيقي، سيكون لديهم مسؤوليات أخرى تسبب زيادة الوقت الفعلي الذي يستغرقونه لمراجعة العقود.

وقالت هادفيلد «قد لا تعطي هذه التجربة صورة حقيقية لمكاسب استخدام الذكاء الاصطناعي في مهنة المحاماة. إذ ركز المحامون الذين راجعوا هذه الوثائق على المهمة تمامًا، فكانت أولوية لهم، ولم ينجزوها بتعجل خلال انتظار طائرة أو غير ذلك من الأوقات المشابهة.»

وقد يكون القانون مجالًا جديدًا نسبيًا للذكاء الاصطناعي، لكنه ليس المجال الوحيد الذي يتفوق فيه الذكاء الاصطناعي على البشر من ناحية الدقة والكفاءة. ففي الطب، توجد تطبيقات محتملة كثيرة للذكاء الاصطناعي؛ ويعمل اليوم باحثون في مستشفى جون رادكليف وشركة أوبتيلوم على أنظمة ذكاء اصطناعي للتشخيص المبكر لأمراض القلب وسرطان الرئة، وبدقة أعلى من دقة الأطباء. وفي مركز سنغافورة الوطني للعيون، صمم باحثون ذكاءً اصطناعيًا للكشف عن أمراض العيون بصورة أبكر مما يقدمه الأطباء.

ولن يكون المجال الطبي المحطة الأخيرة للذكاء الاصطناعي؛ ففي فبراير/شباط، استطاع الذكاء الاصطناعي الكشف عن الزلازل في أوكلاهوما بكفاءة أعلى من الطرائق التقليدية. وفي ختام دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لهذا العام، أعلن اتحاد الجمباز الدولي أنه قد يستخدم الذكاء الاصطناعي لمساعدة الحكام خلال دورة الالعاب الأولمبية للعام 2020.



ويجب إثبات كفاءة الذكاء الاصطناعي في مجالات أكثر أولًا قبل أن يصبح الموضوع محسومًا. لكننا نعرف اليوم على الأقل فوائد الذكاء الاصطناعي في بعض المجالات القانونية.
المصدر مرصد المستقبل http://mostaqbal.ae

تعليقات